أسلوب النوم المتطرف عند تسلا وليوناردو دافنشي لأداء أفضل!

لجميعنا، تقريبًا، يعد النوم طقسًا مقدسًا يتعدى كونه حاجة بيولوجية … طقسٌ حيوي ممتع وثابت، يتجدد موعده كل ليلة. ولا أحد يكره النوم؛ لا أحد عدا العبقريين ليوناردو دافنشي ونيكولا تسلا بالطبع، اللذين كانا يعتبران النوم مضيعة للوقت ونوعًا خاص للغاية من العار أو القصور. لهذا، اتبع الاثنان دورة نوم مرهقة للغاية لأي أحد سواهما حتى أنك ستشعر بالإرهاق لمجرد التفكير بها كما سنرى في السطور التالية!
النوم سُلطان!
النوم، سلطان لا يرفض له أمر!. جرب أن تحرم نفسك من النوم وستأكل أكثر مما تحتاج، وتبدأ في الهلوسة شيئًا فشيئًا! عدم النوم يأكل مخك … حرفيًا كما أظهرت بعض الدراسات الحديثة. ومع هذا، لم يقل أحد يومًا إنه يتوجب عليك النوم طيلة الوقت أو أن هذا قد يعود عليك بالنفع بأي شكل. يقودنا هذا مباشرة إلى مفهوم الغفوات Naps التي تشمل نوم القيلولة بعد الظهيرة وكذلك غفوات العمل التي صارت من روتين العمل في كثير من البلدان حول العالم. وفي الواقع، فقد تندهشون لمعرفة أنه وقبل العصر الصناعي، اعتاد الناس تجزئة نومهم أثناء الليل إلى فترات تقطعها مرات استيقاظ فصار لدينا “النوم الأول” و”النوم الثاني” وبينهما ساعة أو أزيد للقراءة أو العلاقة الحميمية بين الأزواج أو حتى زيارة الجيران. ومع أن تلك العادة قد بدأت في التلاشي من بدايات القرن السابع عشر واختفت تمامًا في أوائل القرن العشرين إلا أنه، حسبما تقول كتب التاريخ، كان هناك مِن العباقرة والمفكرين مَن انتقل بمفهوم الغفوات إلى مستوى آخر متطرف!
نوم الإنسان الأعلى
يُقال إن كلا من المبتكرين العبقريين ليوناردو دافنشي ونيكولا تسلا اتبعا دورة غفوات مرهقة وغير مألوفة لدى بقية البشر. فبينما كان أشهر نظام غفوات كما تحدثنا عنه بالأعلى يشمل تجزئة فترة النوم الليلية إلى نوبتين، فقد مارس كلّ من دافنشي وتسلا أشد أنواع النوم متعدد الأطوار polyphasic sleeping .. ما يسمى بـ “نوم الإنسان الأعلى The Uberman Cycle”. مفهوم “الإنسان الأعلى” أو “الإنسان السوبر” في الفلسفة كان على الدوام مفهومًا مجازيًا؛ واستُخدِم للدلالة على إنسان يمتلك قدرات روحية وبدنية خارقة تفوق ما لباقي البشر.
تكرر الأمر نفسه مع نيكولا تسلا، حيث يُزعم بأنه لم يكن ينام أكثر من ساعتين فقط طيلة 24 ساعة، وأنتم على دراية كما أفترض بمدى إنتاجية وابتكارية تسلا التي شملت عشرات الابتكارات وأكثر من 700 براءة الاختراع.
ما يعني أن تلك الدورة الجنونية للنوم كانت مجدية حقًا مع الحالمَين الاستثنائيَين. مع هذا، فنحن لا ننصح بتجربتها بأي حال من الأحوال؛ إلا لو كنتم على استعداد لتحمل العواقب التي عاني تسلا منها شخصيًا وقادته لدخول المشفى إثر انهيار عصبي وهو في سن الخامسة والعشرين! حذر أساتذة تسلا في الجامعة أباه من أن عادات العمل والنوم المتطرفة لدى الأول ستقتله حتمَا في النهاية. مع هذا، تجدر الإشارة إلى أن تسلا قد توفي بسن 86 وإثر انسداد في شرايين القلب.
لماذا قد يلجأ أحدهم لنظام النوم متعدد الأطوار Polyphasic Sleep؟ لزيادة الإنتاجية بالطبع! المعادلة بسيطة: مزيد من الوقت = مزيد من العمل = مزيد من النتائج. ليس هذا فحسب، بل وفقًا لدراسة بعام 1989 فاستراتيجيات النوم متعدد النوبات تحسّن من الأداء المستدام على المدى الطويل كذلك! هكذا، لا يمنحك النوم متعدد الأطوار وقتًا أكبر فحسب وإنما نتائج أفضل ومهارات أقوى. فقط لا تجربوا نمط الإنسان الأعلى في النوم متعدد الأطوار كما كان دافنشي وتسلا يفعلان، وإلا فالعواقب وخيمة!
مراجع:
Wiki 1 2 3 – The Guardian – polyphasicsociety – tandfonline